المسيح صلب عنا و لأجلنا
ما هو الفرق بين كلمتي ”عنا“ و ”لأجلنا“؟.. فقد قرأت لأحد الكتَّاب
المحسوبين على الفكر المسيحي، وأيضا سمعت ممن يرددون أفكاره، العبارات
الآتية:
”من الخطأ أن نقول إن المسيح صُلب عنا، بل نقول صُلب لأجلنا، ومن الخطأ أن نقول مات عنا، بل مات لأجلنا، ومن الخطأ أن يقال تألم عنا، بل تألم لأجلنا.. أمر خطير وخطأ لاهوتي أن يقال ’عنا‘.. كلمة ’عنا‘ هنا خطيرة للغاية، إذ تجعل الموت واللعنة كاستحقاق شخصي، وهذا يلغي الفدية إلغاء“..
(أولا) هذا الفكر الذي قرأته أو سمعته يا عزيزي هو فكر عجيب حقا!.. وهو يفتقر إلى الفهم السليم للإيمان المسيحي، فضلا عن افتقاره لفهم معاني مفردات الكلام في اللغة.. أي لغة.. والحقيقة الواضحة والمعروفة لأي مسيحي هي أن السيد المسيح قد صُلب وتألم ومات عنا ولأجلنا.. ولا يوجد هذا الفصل الغريب بين الكلمتين في ذهن أي منا.. فحينما يتقدم أحد لسداد ديْن عليَّ، فهو يقوم بالسداد ’عني‘ و ’لأجلي‘ معا، ولا يمكن أن يحتمل المعنى لأي من اللفظين أن من يقوم بالسداد هو المدِين الأصلي!.. فالديْن دَيْني، وهو قد قضى دَيْني.. لا توجد إذن ’خطورة‘ كما يقول ذلك الكاتب، فالاستحقاق الشخصي هو لنا نحن، ولكن الفادي حمله عنا..
ربما تكمن مشكلة بعض ذوي النوايا الحسنة في أنهم حينما يقرأون هذا الكلام، يرددونه دون محاولة الفهم، اعتمادا على اسم كاتب سبق لهم أن أعطوه ثقتهم، وربما أيضا ’يتَّضعون‘ اتِّضاعا ليس في مكانه الصحيح، فيعتقدون أن مثل هذا الكلام ذو مستوى عالٍ بالنسبة لمستواهم! (وقد يصدمك الكاتب أحيانا بأن الأمر يتعلق ’بترجمة‘ من لغة إلى أخرى، وهو في الحقيقة يقوم بإبعادك وإقصائك عن البحث، مادام النص الأصلي الذي يدّعي أنه قرأه وفهمه بطريقة ما، ليس في حوزتك وليس بلغة أنت تتقنها).
(ثانيا) في مسألة صلب وآلام وموت السيد المسيح على الصليب، فإن الكتاب المقدس يستخدم كلا من التعبيرين ’عنا‘ و ’لأجلنا‘، ونحن أيضا نستخدم هذه التعبيرات (التي يصفها الكاتب بأنها ’أخطاء لاهوتية‘) في القداس الإلهي وفي قانون الإيمان:
ففي قانون الإيمان نقول: ”وصُلِب عنا على عهد بيلاطس البنطي“، فهل هناك خطأ يقع فيه كل المؤمنين في تلاوة قانون الإيمان؟!
وفي القداس الإلهي وردت العبارات الآتية:
أما في الإنجيل المقدَس، فهذه بعض النصوص:
وهكذا ترى يا عزيزي أن هذه الضجة حول عبارة ’عنا‘، هي فصل من محاربات الشيطان للكنيسة، ومحاولة تشتيت أذهان أبنائها.. فقط لا غير!
”من الخطأ أن نقول إن المسيح صُلب عنا، بل نقول صُلب لأجلنا، ومن الخطأ أن نقول مات عنا، بل مات لأجلنا، ومن الخطأ أن يقال تألم عنا، بل تألم لأجلنا.. أمر خطير وخطأ لاهوتي أن يقال ’عنا‘.. كلمة ’عنا‘ هنا خطيرة للغاية، إذ تجعل الموت واللعنة كاستحقاق شخصي، وهذا يلغي الفدية إلغاء“..
(أولا) هذا الفكر الذي قرأته أو سمعته يا عزيزي هو فكر عجيب حقا!.. وهو يفتقر إلى الفهم السليم للإيمان المسيحي، فضلا عن افتقاره لفهم معاني مفردات الكلام في اللغة.. أي لغة.. والحقيقة الواضحة والمعروفة لأي مسيحي هي أن السيد المسيح قد صُلب وتألم ومات عنا ولأجلنا.. ولا يوجد هذا الفصل الغريب بين الكلمتين في ذهن أي منا.. فحينما يتقدم أحد لسداد ديْن عليَّ، فهو يقوم بالسداد ’عني‘ و ’لأجلي‘ معا، ولا يمكن أن يحتمل المعنى لأي من اللفظين أن من يقوم بالسداد هو المدِين الأصلي!.. فالديْن دَيْني، وهو قد قضى دَيْني.. لا توجد إذن ’خطورة‘ كما يقول ذلك الكاتب، فالاستحقاق الشخصي هو لنا نحن، ولكن الفادي حمله عنا..
ربما تكمن مشكلة بعض ذوي النوايا الحسنة في أنهم حينما يقرأون هذا الكلام، يرددونه دون محاولة الفهم، اعتمادا على اسم كاتب سبق لهم أن أعطوه ثقتهم، وربما أيضا ’يتَّضعون‘ اتِّضاعا ليس في مكانه الصحيح، فيعتقدون أن مثل هذا الكلام ذو مستوى عالٍ بالنسبة لمستواهم! (وقد يصدمك الكاتب أحيانا بأن الأمر يتعلق ’بترجمة‘ من لغة إلى أخرى، وهو في الحقيقة يقوم بإبعادك وإقصائك عن البحث، مادام النص الأصلي الذي يدّعي أنه قرأه وفهمه بطريقة ما، ليس في حوزتك وليس بلغة أنت تتقنها).
(ثانيا) في مسألة صلب وآلام وموت السيد المسيح على الصليب، فإن الكتاب المقدس يستخدم كلا من التعبيرين ’عنا‘ و ’لأجلنا‘، ونحن أيضا نستخدم هذه التعبيرات (التي يصفها الكاتب بأنها ’أخطاء لاهوتية‘) في القداس الإلهي وفي قانون الإيمان:
ففي قانون الإيمان نقول: ”وصُلِب عنا على عهد بيلاطس البنطي“، فهل هناك خطأ يقع فيه كل المؤمنين في تلاوة قانون الإيمان؟!
وفي القداس الإلهي وردت العبارات الآتية:
- ”هذا الذي أحب خاصته الذين في العالم، وأسلم ذاتَه عنا إلى الموت..“
- ”لأنه فيما هو راسم أن يسلِّم نفسه للموت عن حياة العالم، أخذ خبزا..“
- ”لأن هذا هو جسدي الذي يقسم عنكم وعن كثيرين، يُعطَى لمغفرة الخطايا..“
- في الاعتراف الأخير نقول عن جسد الرب: ”وأسلمه عنا على خشبة الصليب المقدسة بإرادته وحده عنا كلنا“
أما في الإنجيل المقدَس، فهذه بعض النصوص:
- ”هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ“ (لو22: 20)
- ”كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ“ (مت20: 28)
- ”لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ“ (مر10: 45)
- ”أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ“ (يو10: 11)
- ”كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ“ (يو10: 15)
- ”وَلَمْ يَقُلْ هَذَا مِنْ نَفْسِهِ بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ. وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللَّهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ“ (يو11: 51، 52)
- ”وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ“ (يو18: 14)
- ”لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ. الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ“ (عب7: 26، 27).
- ”فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ“ (عب10: 10-12).
وهكذا ترى يا عزيزي أن هذه الضجة حول عبارة ’عنا‘، هي فصل من محاربات الشيطان للكنيسة، ومحاولة تشتيت أذهان أبنائها.. فقط لا غير!
0 التعليقات:
إرسال تعليق